الخميس، 14 يونيو 2018

عيد مغترب

بينما تردد عبارات “عيدٌ بأية حال عُدت يا عيدُ” و“العيد ماله طعم ولا لون” و”العيد مو مثل أول” و”العيد تغير” و”لا عيد في العيد” إلى آخره من مثل هذه الجمل والعبارات التشاؤمية والسلبية، يتمنى غيرك أن يقضي عيده بين أهله وأحبابه وفي وطنه سواءً كان لاجئاً أو مغترباً أو مبتعثاً.

يقضي معظم المبتعثين مناسباتهم واحتفالاتهم الدينية والاجتماعية بعيداً عن أهاليهم وأوطانهم، إما في المكتبات الجامعية أو في قاعات الاختبارات أو في الفصول الدراسية. لا يكاد يجتمعون مع بعضهم البعض إلا ساعة من نهار وغالباً ما تكون وقت صلاة العيد. ثم يمضي كلٌ منهم إلى ما يشغله من دراسة وأبحاث واختبارات وغيرها. تخنقهم العبرات حينما يتبادلون مشاعر التهنئة والفرح بهذا العيد حينما يتذكرون أوطانهم. لكنهم يتجرعون هذه المرارة ويفرحون رغم كل شيء ويمضون فيما هم فيه.

ومع كل هذا تجدهم يشيعون الفرح فيمن حولهم، فتجد أحدهم يقوم بتوزيع الحلويات والهدايا مع بعض العبارات التي تعرف عن هذه المناسبة لجيرانه ومن حوله في السكن، فتكون لها عظيم الأثر عليه وعليهم ويكون بذلك خير سفير ومشرف لدينه ووطنه. بينما يقوم آخر بدعوة زملائه على وجبة أو على قهوة. أو تجد لهم أيادي بيضاء على الفقراء والمحتاجين من حولهم سواءً كانوا مسلمين أو غير مسلمين. لذا لنتذكر إخواننا المبتعثين والمغتربين في كل مكان سواءً برسالة أو مكالمة أو هدية. يكون مضمونه التهنئة بكل تأكيد بالإضافة إلى تشجيعهم وتحفيزهم ورفع معنوياتهم والتأكيد على أن ما يقومون به هو مشرف وفخر وأنهم سينالون ما يسعون له قريباً. الكلمة أقل كلفة لكنها أعظم أثراً وما نحن إلا مجموعة مشاعر تحتاج لمثل هذه الأحاسيس والكلمات.

العيد فرحة ونحن من نصنعها بأنفسنا ويقع على عاتقنا إسعاد من حولنا وإدخال السرور عليهم بأي شكلٍ من الأشكال ولا عذر لنا في ذلك مهما اختلفت إمكانياتنا. الفرحة لا تحتاج إلا استشعارها والتعبير عنها. العيد شعيرة من شعائر الله ويجب علينا تعظيهما فقد قال الله عز وجل (ذلك ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب). ولنكثر من الابتسامة ونجعلها ولنهنئ بعضكم بألطف العبارات. لنشعر دائماً بنعمة العيد مع بعضنا ونعيش اللحظة ونستمتع بها فالمستقبل بيد الله. ولنقتدي بالرسول ﷺ في حسن خلقه ونكثر من الصلاة عليه. ولنتذكر بأن العلاقات الاجتماعية لا تحكمها المعايير المادية بل تستمر وتقوى بالمحبة والمودة والتقدير والإحسان لبعضنا البعض. العيد ليس استعراض بجمال أو مال أو قوة، بل تآلف قلوب وتقارب أجساد ومحبة دائمة، فلنضع ذلك جانباً ولنعبر عن مشاعر الحب ونشيع الفرح والسرور.

لست واعظاً ولا مرشداً وإنما هي ممارسات وسلوكيات رائعة رأيتها بأم عيني قام بها من يمثل دينه ووطنه خير تمثيل. فلتتقبلوا هذه الخواطر المبعثرة والتي أوجهها لنفسي وأسأل الله أن أستفيد منها أولاً وقبل كل شخص ثم لكل من قد يمر عليها ويقرأها وكل عام وأنتم بخير.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق