الأحد، 22 يوليو 2018

جامعو كُرات !

انتهى كأس العالم بخيره وشره. انتهت هذه التظاهرة العالمية بكل ملامحها الثقافية والسياسية والأمنية والدبلوماسية وأخيراً الرياضية. نعم أخيراً الرياضية. كان كأس العالم هذا ممتعاً بكل المقاييس داخل أرض الملعب، بل ناجحاً ومميزاً في تنظيميه من قبل المستضيف روسيا، وإن كنت أستغرب من تصريح الرئيس بوتين بأن بلاده قد تصدت لما يزيد على ٢٥ مليون هجوماً إلكترونياً ومعلوماتياً وغيرها من الأفعال الإجرامية أثناء كأس العالم! وقد يكون!

في حفل الافتتاح كان هناك مباراة رياضية مهمة، بين البلد المضيف روسيا والمنتخب السعودي. خسرها الأخير بنتيجة غير متوقعة ومؤلمة نوعاً ما. تندر به الكثير ونال منه القريب والبعيد واقحمت مواضيع السياسة والدين والاقتصاد والثقافة والإعلام بل وحتى التاريخ والجغرافيا في هذه المباراة الافتتاحية. بينما كان جمهوره الموجود في أزقة مدن روسيا المختلفة وطرقاتها يتعرضون بطريقة أو أخرى لأقذر أنواع العبارات والألفاظ العنصرية والأفعال الاستفزازية. وستعجب كثيراً إذا ما علمت بأنها لم تصدر من الشعب المستضيف ولا من شعوب العالم قاطبة، بل كانت صادرة وبكل أسف من شعب عربي يشاركنا الأرض والتاريخ واللغة والدين! ولا أعمم هنا بل أقصد البعض وهم عدد ليس بالقليل للأسف! كما أعلم يقيناً بأن ما كُتب هنا سيزعج البعض، ولا أكترث لهم ! لأني أولاً لا اكتب لإرضاء أحد. وثانياً: ما كُتب لم يتطرق للكرماء الأوفياء الأنقياء الأُمناء، وهم كثير ولله الحمد. ولن يزعجهم ما كُتب.

بينما كانت بعض الجهات الإعلامية العربية وبكل أسف وعار تبذل الغالي والنفيس لاستغلال هذه المناسبة ومباريات المنتخب السعودي خصوصاً لتمرير أجندة معينة والنيل من المملكة العربية السعودية وشعبها تحت غطاء الإعلام والمهنية الزائف والممزق! الشعب العربي بطبيعته عاطفي، لذا يلعب الإعلام الخارجي والإقليمي بشكل كبير على الوتر في توجيهه لأجنداتهم. لكنهم صدموا بشعب سعودي مختلف والذي يعد هو الأول بلا منازع في استخدام التقنية في المنطقة، حيث إن ٩٢٪ منهم يستخدمون الإنترنت بشكل يومي. لذا كان لهم بالمرصاد، فتغريدة واحدة فقط تدّك مضاجع مؤسسات وهيئات ووزارات إعلامية يصرف عليها مليارات !

على أية حال، لقد انتهت مباريات المنتخب السعودي وانتهت مباريات كأس العالم، لكن دعوني أُخبركم عن مباراة أهم لم تنتهِ بعد, وهي الأطول على مدى التاريخ. بدأت منذُ وقت ليس بالبعيد. حكم هذه المباراة هو نفسه مدرب الفريق الخصم! بينما الفريق الآخر والذي كان لديه جماهير كثيرة ومشجعون مختلفون لا يوجد لديه مدرب ولا يوجد لديه لاعبين محترفين بما يكفي، بل هم يتناقصون يوماً بعد الآخر وكذلك الجماهير الذين كانوا يحضرون المباراة فقط لوجود وجبات مجانية قل عددهم كثيراً، بل تحولوا لمدرج الخصم! على عكس الفريق الخصم الذي لديه في دكة الاحتياط عشرة أضعاف الفريق الأساسي، وقد يتخلى عن أي لاعب يشكل على المدرب أي خطر ولا ينصاع لأوامره ومع ذلك كله فلدى هذا الفريق الضعيف ظاهرياً الأمل الكبير والذي يؤمن به أيّما إيمان، لذا فهو سيكسب المباراة وإن طالت ومهما استمرت وسينتصر!

ملاحظة: هناك جامعو كُرات كُثر!

هناك تعليقان (2):

  1. نفهم كثيرآ مايحاك ضد وطننا وديننا وعقيدتنا ومعتقداتنا وعاداتنا وتقاليدنا...وحريصون جدآ من أعداءنا ولكننا لانخاف...ألسنا حزب الله...وحزب الله هم الغالبون...
    تقبل مروري وتحياتي.....ابو وليد😙

    ردحذف